يقول الكاتب: "وهذا من شأنه أن يبرهن على أن محمداً بدأ في جمع كتاب مقدس مكتوب في السنوات المبكرة من الفترة المدنية لكن مسؤوليات قيادة المجتمع المسلم السريع النمو أجبرته على أن يترك هذه المهمة دون إتمامها. (انظر رضي الله عنell - Watt).
والكاتب هنا يخلص إلى نتيجتين منتزعتين من المقدمات الفاسدة التي قدمها، وهما:
(١) - أن الرسول ﷺ لم يعن بتدوين القرآن وكتابته في الفترة المكية.
(٢) - أن كتابة القرآن لم تستكمل في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وليس هناك أساس نقلي أو عقلي يستند إليه الكاتب في انتزاع هاتين النتيجتين غير ترديده كلام غيره من المستشرقين وبخاصة "بوهل" الذي كتب مادة "القرآن" في الطبعة الأولى من دائرة المعارف الإسلامية وزعم فيها أن القرآن لم يسجل كله في الفترة المكية. ورد عليه أحد العلماء العرب المحدثين، وهو الدكتور إبراهيم عوض، بقوله: "ترى أيمكن أن نتصور أن ينشق أوائل من آمن بالرسول على قومهم ودينهم وأسلوب حياتهم معرضين أنفسهم للهلاك بسبب القرآن ثم هم مع ذلك لا يتنبهون لأهميته ولا يبالون بتسجيله.. (١) ؟ وقد كان كتاب الوحي في مكة معروفين للكافة.