لذا ينصح قارئ الكشاف بقراءته مع أحد حواشيه، وأحسنها حاشية (فتوح الغيب) للإمام شرف الدين الحسن بن محمد الطيبي أو حاشية (الكشاف على الكشاف) لسراج الدين البلقيني، أو حاشية ( الانتصاف ) لناصر الدين ابن المنير الإسكندري.
موقف الزمخشري من القراءات :
لقد جارى الإمام الزمخشري ( اللغويين والنحويين ) ونهج منهجهم في رد بعض القراءات القرآنية التي خالفت قواعدهم وطعن فيها ومن نسبت إليهم عن القراء.
ففي قوله تعالى :( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامَ )(النساء/١) يقول : قرئ ( والأرحام ) بالحركات الثلاث، فالنصب على وجهين : إما على اتقوا الله والأرحام أو بعطف على محل الجار والمجرور كقولك مررت بزيد وعمرا " وينصره قراءة ابن مسعود ( تساءلون به والأرحامَ ) والجر على عطف الظاهر على الضمير وليس بسديد، لأن الضمير المتصل متصل والجار والمجرور كشيء واحد، فحكم على قراءة الجر بأنها ليست سديدة ومعلوم أنها قراءة متواترة عن السبعة قرأ بها حفص وحده وقرأ الباقون ( والأرحامَ ) نصبًا.
وفي قوله تعالى :( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم )(الأنعام/١٣٧) قرأ ابن عامر :( قتلُ أولادهم شركائهم ) برفع القتل وجر الشركاء على إضافة القتل إلى الشركاء، والفصل بينهما بغير الظرف، يقول الزمخشري :" لو كان في مكان الضرورات وهو الشعر لكان سمجًا مردودًا كما سمج " زج القلوص أبي مزادة "، فكيف به في الكلام المنثور ؟! فكيف به في القرآن المعجز بحسن نظمه وجزالته ؟! ".
لم يقف الزمخشري عند هذا الحد في الطعن بهذه القراءة، بل وصف القارئ بها أن الذي حمله على ذلك أن رأى في بعض المصاحف ( شركائهم ) مكتوبًا بالياء، ولو قرأ بجر الأولاد والشركاء لكان الأولاد شركاءهم في أموالهم لوجد في ذلك مندوحة عن هذا الارتكاب (الكشاف٢/٥٤، وتحقيق القراءة من النشر ٢/٢٦٣، وكتاب السبعة ص٣٧٠).


الصفحة التالية
Icon