وكما اختَصّتْ حالُ الجهادِ بِتضاعُفِ أجرِ الصَّومِ فيها ؛ كما جاءَ في الحديثِ :" مَنْ صَامَ يَوماً فِي سَبيلِ اللهِ باعَدَهُ اللهُ عَنِ النّارِ سَبعينَ خَرْيفاً " (١).
o الفَصْلُ الثَّانِي :[ تِكرارُها ] :
ينبَغي لِمَن تَلا هذهِ السُّورِ الثَّلاثِ مُنفَرِدَةً، أو فِي جُملةِ القُرآنِ، بادِئاً مِن أوَّلِهِ أو مِن آخرهِ في غيرِ الصَّلاة : أنْ يُكَرّرَ سُورَةَ (الزلزلة) مَرّتينِ، وسُورَةَ (الإخلاصِ) وسُورَةَ (الكافرونَ) : أربَعاً ؛ لِيستَكمِل بِذلكَ ثَلاثَ خَتَماتٍ.
أمَّا في الصَّلاةِ : ففي تِكرارِ السُّورةِ خلافٌ مَشهورٌ، وتفصيلٌ بينَ الفَرضِ والنَّفلِ.
ويَنبَغي لِمَن كرّرَ هذهِ السُّورِ : أنْ يُكرِّرَ البَسمَلَةِ في أوَّلِ كُلَّ سُورَةٍ بِعَدَدِ [ مَرّاتِ ] قِراءَتِها، لاحتمالِ كَونِها آيَةً مِنْ كُلّ سُورَةٍ.
o الفَصلُ الثَّالِثُ : في ذِكرِ ما ظَهَرَ لِي مِن مُناسبةِ اختصاصِ هذهِ السُّورِ بما ذكرَ :
؟ أما توجيهُ أنَّ (الزَّلزلة) تعدلُ نصفَ القرآنِ : فَلأَنَّ القُرآنَ لا يخرجُ عن تقريرِ أمرِ معاشِ النَّاسِ ومعادِهِم.

(١) أَخرَجَهُ : البُخاريُّ (رَقْم : ٢٨٤٠) ومسلم (رَقْم : ١١٥٣) والتِّرمِذي (رَقْم : ١٦٢٣) والنَّسائي (رَقْم : ٢٢٥١-٢٢٥٣) وابن ماجة (رَقْم : ١٧١٧) وأحمدُ (رَقْم : ١٠٨٢٦ و١١٠١٤ و١١١٦٦ و١١٣٨١) والدَّارِمي (رَقْم : ٢٣٩٩) مِن حديثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :" مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا " لَفظُ البُخاريِّ.


الصفحة التالية
Icon