؟ وأضافَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَفسَهُ إلى (النَّاسِ) ؛ لأنَّهُم مِن أَشرافِ العالَمِ، كما كان (الفَلَقُ) مِن أعظَمِ الآياتِ.
فإذا تَعَوَّذَ الإنسانُ بِإِلَهِ النَّاسِ : امتَنَعَ الشَّيطانُ مِنَ الإِقدامِ عليهِ امتِناعاً اختِيارِيّاً واضطِرارِيّاً ؛ لِعَظَمَةِ مَنْ تُعُوِّذَ بِهِ، وهذا موجودٌ فِي عُرفِ النَّاسِ (١).
o ﴿ مِنْ حhچx© الْوَسْوَاسِ ﴾ أيْ : الذي يُوَسوِسُ ؛ كما بُيَّنَ بَعدُ (٢). و(الوَسوَسَةُ) في الأَصلِ : الحَرَكَةُ والاضْطِرابُ، قالَ الأعشَى :
تَسْمَعُ لِلْحُلِيِّ وَسْواساً إِذَا اِنصَرَفَتْ
ڑڑكَمَا [ اِسْتَعانَ ] بِريحِ عِشْرِقٌ زَجِلُ (٣)
و(وَسوَسَةُ الشَّيطانُ) حركةٌ رَوحانِيَّةٌ خَفِيَّةٌ، يُلقِيها الشَّيطانُ إِلى نَفسِ الإنسانِ بِواسِطَةِ جَرَيانِهِ منهُ مَجرَى الدَّمِ - أو كما يشاءُ الله عَزَّ وَجَلَّ -.
o ؟ ؤ¨$¨Ysƒù:$# ؟ : الذي يُوسوِسُ تارَةً. ويَخنُسُ : أي يَميل ُويَسكُنُ تارَةً.
ويقالُ :( إنَّ اِلشَّيطانَ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمٍ، فإذا غَفَلَ عَن الذِّكرِ وَسوَسَ الشَّيطانُ، وإِذا ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَنَسَ ) (٤)
(٣) مِن ديوانِ الأَعشَى. (العِشرِق) نَبتٌ له حَبٌّ فإذا يَبُسَ طارَ سُمِعَ لهُ صَوتٌ. (الزجل) الصَّوت.
(٤) أَخرَجَهُ : ابنُ أبي شَيبةَ في (المُصَنَّفِ) ١٣/٣٦٩-٣٧٠ والطَّبَرِي في (التَّفسيرِ) عن ابنِ عبَّاسٍ ٢٤/٧٥٤ (رَقْم : ٣٨٣٩٠) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَاْ مَوقوفاً.
o ورُويَ مَرفوعاً من حديثِ أنَس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؛ أَخرَجَهُ : أبو يَعلَى (رَقْم : ١٥٤٦) (رَقْم : ٤٣٠١) وابنُ شاهين في (التَّرغيبِ فِي فَضائلِ الأَعمالِ) (رَقْم : ١٥٤) والبيهقي في الشُّعَب (رَقْم : ٥٤٠) وأبو نُعَيم في الحلية ٦/٢٦٨.
قال الهَيثَمي في (مجمعِ الزوائِد) ٧/١٤٩ :( فيه (عَدِي بن أبي عمارَة ؛ وهو : ضَعيفٌ ) ؟.
وأَشار ابنُ حَجَرَ في الفَتحِ ٨/٧٤٢ إلى رواية أنَس وضَعَّفَ إسنادَها.
o وأخرجَ ابنُ أبِي الدُّنيا وابنُ جريرٍ الطَّبَري ٢٤/٧٥٣-٧٥٤ وابنُ المنذرِ والحاكِمُ ٢/٥٤١ - وصححه - وابنُ مَردويهِ والبَيهَقِي (رَقْم : ٦٧٦) والضِّياءُ فِي المختارَةِ ١٠/١٧٥ (رَقْم : ١٧٢) عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَاْ قال :( ما مِنْ مَولودٍ يُولَدُ إِلاَّ على قَلبِهِ الوَسواسُ، فإِذا عَقَلَ ذُكِرَ اللهُ خَنَسَ، وَإِذا غَفَلَ وَسوَسَ، فذَلكَ قولُهُ : ؟ الوسواسُ الْخَنَّاسُ ؟ ) ؟.