فالخلق فعله عز وجل، والتعليم يتناول تعليم ما أنزله كما قال تعال: (الرحمن علم القرآن* خلق الإنسان* علمه البيان).
وأنه يرى
وفي قوله تعالى (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) إثبات صفة الرؤية لله تعالى. فالله تعالى يسمع ويرى.
الإيمان باليوم الآخر
إذا علمت أن الله تعالى هو الرب، وهو الخالق، وأنه علم الإنسان ما لم يعلم، وأن هذا الخلق ما خلقه الله عز وجل عبثاً، وإذا علمت أنك مخلوق وأن الخالق هو ربك دواماً الذي يمنحك كل أسباب البقاء، ويشملك بعطاءات ربوبيته، فلا بد أن تتساءل!! وقد علمت أنك مخلوق وأن الذي خلقك من دم قادر على أن يبعثك من تراب ويحاسبك على أعمالك، فعليك أن تراجع أعمالك وتتذكر ربك فإن هذا يعينك على ألا تطغى ولا تأبى، ولا تكون ممن كذب وتولى.
قال الله تعالى في سورة مريم: (وَيَقُولُ الإنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا(٦٦)أَوَلا يَذْكُرُ الإنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا(٦٧).
الباب الثالث
تكريم الله تعالى الإنسان وبيان ضعفه وحاجته لخالقه باستمرار
وفي ذكر الإنسان بعد عموم الخلق تكريم له، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن المقام هنا مقام دلالة على وجود الله، فبدأ بما يعرفونه ويسلمون به لله، ولم يبدأ من النطفة أو التراب، لأن خلق آدم من تراب لم يشاهدوه، ولأن النطفة ليست بلازم لها خلق الإنسان، فقد تقذف في غير رحم كالمحتلم، وقد تكون فيه، ولا تكون مخلقة.