سبق سورة العلق سورة التين في ترتيب المصحف وفيها قول الله تعالى (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) وفيها ما أنعم الله تعالى على الإنسان وخصه من انتصاب القامة، وحسن الصورة، وبما أعطي عقلاً وروحاً ومكن من أسباب المعرفة الظاهرة كالسمع والبصر والذوق واللمس والشم، والباطنة كالإحساس والشعور والعاطفة، فجاءت سورة العلق لترشده إلى استعمال هذه الأسباب وبما أعطي من النعم في طلب العلم لمعرفة الخالق الذي يربيه ويرعاه، ومن ثم عبادته العبادة الحقة الصحيحة التي جاء بها النبي ﷺ وأن يسلك في الحياة الدنيا مسلك الذين أنعم الله عليهم، فالإنسان مكرم من الله تعالى وختم الله تعالى سورة التين بقوله (أليس الله بأحكم الحاكمين ) وهذا استفهام تقريري جوابه أن الله تعالى هو الذي يعلم العباد بحكمته لذا طالبهم في سورة العلق بالقراءة والتعلم، ثم جاءت سورة القدر بعدها لتبين عظمة ما في كتاب الله تعالى المقروء والمتعبد بتلاوته الذي أنزله في ليلة مباركة وأنه مصدر مهم في التعلم ومعرفة الله تعالى فقال (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، وإذا قرأ المسلم كتاب الله تعالى كان قريباً من الله تعالى فلما ختم الله تعالى سورة العلق بالأمر بالسجود والاقتراب من الله، كان المقصود من الاقتراب أن يتعلم المسلم دينه ويتقرب إلى الله بالطاعة والذل والخضوع والدعاء وأحسن صوره الصلاة، ولا تكون صلاة إلا بقرآن. وقال الشنقيطي وهذا مما يدل لأول وهلة أن الصلاة أعظم قربة إلى الله، حيث وجه إليها الرسول ﷺ من أول الأمر.
الخلاصة
١/ الدعوة إلى العلم والتعلم وأولها القراءة والكتابة.
٢/ توحيد الله تعالى وأنه هو الرب، والخالق، والأكرم، وأنه يعلم ويرى.
٣/ حاجة الإنسان لله تعالى وأنه مفتقر له في كل شيء.
٤/ أن الإنسان إذا ترك من غير توجيه وإرشاد رباني يطغى.
٥/ التذكير بيوم الرجوع إلى الله تعالى.


الصفحة التالية
Icon