طلاب العلم الشرعي
ولأن المطلوب عبادة الله تعالى على الوجه الذي بين وأمر، فقد حث الله تعالى على العلم النافع، وحث على تدوينه، والعلم النافع هو ما قاله الله تعالى وما قاله نبيه صلى الله عليه وسلم، والنبي ﷺ بين لصحابته الذي نزل عليه، كما بين الصحابة رضوان الله عنهم ما فهموه من النبي ﷺ فتناقلوه بينهم ومن ثم جرى تدوينه.
إن على طالب العلم أن يدرك أنه ييجب عليه أن يقرأ رسالة الله تعالى المرسلة إليه، وعليه أن يعتني باستمرار بمطالعتها وفهمها حتى يزيده الله تعالى هداية وفهما ( اقرأ باسم ربك الذي خلق.. اقرأ وربك الأكرم ) وإذا كان الله تعالى قد خاطب نبيه ﷺ أولا فهو خطاب لكل أحد، والنبي ﷺ أول من سمع هذا الخطاب، ففيه حث الناس على القراءة والعلم النافع، العلم الذي تضمنته رسالته عز وجل فهم مأمورون بقراءة رسالته لأنه سبحانه وتعالى أعلم منهم وأدرى بضعفهم فهو من رحمته عز وجل لم يخلقهم عبثا بل دلهم على صلاح شؤونهم ونظام حياتهم، وهو بذلك يبين لهم السلوك الأمثل والأقوم والأصلح والأنفع لحياتهم في الدارين، ولا يتركهم لعقولهم وآرائهم واستنباطاتهم التي كثيراً ما تضل عن معرفة الحق إذا تركت مستقلة دون الرجوع إلى ما شرعه وأوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم.
عِلْمُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم
في الصحيحين: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ حَتَّى إِنِّي لأرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ. قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ الْعِلْمَ.