لتحقيق المتابعة، لأن من شروط صحة العمل: الإخلاص، والمتابعة اللذين بهما تتحقق شهادة أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم. أ. هـ(١)
الباب الثاني
توحيد الله عز وجل
ولما كان الهدف من القراءة تحصيل العلم النافع الذي به يهتدي الناس إلى العمل الصالح فلا بد من الاستعانة بالله تعالى ومصاحبة هذه القراءة بالتفكر بأسماء الله تعالى وصفاته الحسنى، لاستبصار الحق ومعرفة الإيمان بحيث يكون الاعتقاد بالله اعتقاداً صحيحاً كما بين وأمر. فما من موضوع إلا وله صلة بالله تعالى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله: إن الرسول ﷺ أول ما أنزل عليه بيان أصول الدين، وهي الأدلة العقلية الدالة على ثبوت الصانع وتوحيده، وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى المعاد إمكاناً ووقوعاً.
الرب عز وجل
فقوله تعالى: (اقرأ باسم ربك) قال الشنقيطي: أي أن ما تقرؤه هو من ربك، وتبلغه للناس باسم ربك، ونظير هذا في الأعراف الحاضرة خطاب الحكم، أو ما يسمى خطاب العرش، حين يقول ملقيه باسم الملك، أو باسم الأمة، أو باسم الشعب، على حسب نظام الدولة، أي باسم السلطة التي منها مصدر التشريع والتوجيه السياسي. وهنا باسم الله، باسم ربك. وصفة ربك هنا لها مدلول الربوبية الذي ينبه العبد إلى ما أولاه الله إياه من التربية والرعاية والعناية، إذ الرب يفعل لعبده ما يصلحه، ومن كمال إصلاحه أن يرسل إليه من يقرأ عليه وحيه بخبري الدنيا والآخرة، وفي إضافته إلى المخاطب إيناس له.
الخالق


الصفحة التالية
Icon