قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الجدل " هو من باب دفع الصائل؛ فإذا عارض الحق معارض جودل بالتي هي أحسن " (١) والله عز وجل قد يدفع بالحجة واللسان ما لا يدفعه بالسنان وقال الفقيه ابن حزم رحمه الله :" ولا غيظ أغيظ على الكفار والمبطلين من هتك أقوالهم بالحجة الصادعة، وقد تُهْزَمُ العساكرُ الكبارُ، والحجةُ الصحيحةُ لا تغلب أبدا فهي أدعى إلى الحق وأنصر للدين من السلاح الشاكي والأعداد الجمة " (٢).
الحوار هو الأصل : ذلك " أن القوةَ لم تشرع إلا لحماية الحوار وتأمين أجوائه وفتح قنواته... " (٣).
الفصل الأول
من مؤهلات المحاور المسلم
لا ينبغي أن يتصدى للحوار إلا من تأهل له بالعلم النافع والاستقامة على المنهج فضلا عن الإخلاص والتجرد، والتلطف بالآخر والرفق به والإشفاق عليه، وفيما يلي نتناول هذه المؤهلات بشيء من التفصيل والبيان.
العلم الكافي : فعلى المحاور أولا أن يتزود بالعلم الشرعي، حتى يكون حوارُه على علم وبصيرة، ٹ ٹ چ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ژ ژڑ ڑ ک ک ک ک گ گ چ [ يوسف: ١٠٨ ]، فلا قيمة للحوار الذي لا ينبني على أُسسٍ علميةٍ ولا يجري وفق موازينَ ثابتة، وقال تعالى چ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ٹ ٹ ٹ ٹ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ چ چ چ چ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ چ الأنعام: ١٤٨
وكما يتزود المحاور بمعرفة الحق الذي ينافح عنه ويدعو إليه ؛ فلا بد له من التسلح بمعرفة أساليب وطرق أهل الكفر والضلال حتى يتمكن من إقامة الحجة عليهم.
(٢) - الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم ١ /٢٨ الإحكام في أصول الأحكام للإمام : علي بن أحمد بن حزم الأندلسي ط : دار الحديث – القاهرة الطبعة الأولى، ١٤٠٤
(٣) - الحوار. الذات، والآخر تأليف عبد الستار الهيتي ص٩ بتصرف كتاب الأمة ع ٩٩ المحرم ١٤٢٥هـ