وقد صح عن الشافعي رحمه الله أنه قال: " وددت أن الخلق تعلموا مني هذا العلمِ على أن لا ينسب إليَّ حرفٌ منه "، وقال رحمه الله :" ما ناظرتُ أحداً قط على الغلبة، ووددتُ إذا ناظرتُ أحداً أن يظهرَ الحقُّ على يديه، وقال: ما كلمتُ أحداً قط إلا وددتُ أن يوفق ويسدد ويُعان ويكون عليه رعاية من الله وحفظ ". (١).
الاستقامة على المنهج : لابد للمحاور المسلم أن يكون مستقيما على منهج الحق الذي يدعو إليه ؛ فإن ذلك أدعى إلى قبول كلامه والتسليم له، شعارُه في ذلك قول نبي الله شعيب - عليه السلام - وهو يحاور قومه چ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ چ، [هود: ٨٨ ] وَأَمَرَ الله نبيَّنا - ﷺ - أن يعلن استقامته على الحق واتباعه للوحي قال تعالى چ ں ں ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھھ ے ے ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ چ [ الأنعام: ٥٠ ]
فالمبادئ والأفكار إن لم تترجم إلى الواقع تظل خاويةً هامدةً مطويَّةً في بطون الكتب أو على ألسنةِ الناسِ، لكن المنهج الرباني منهجٌ واقعيٌ عمليٌّ، ولقد ضرب لنا النبيُّ - ﷺ - أروع مثالٍ في الاستقامة على منهج الله والعيش في رحاب القرآن والعملِ به في سائر أحواله حتى قالت أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلقه - ﷺ - " أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ قُلْتُ: بَلَىَ. قَالَتْ: فَإِنّ خُلُقَ نَبِيّ اللّهِ - ﷺ - كَانَ الْقُرْآنَ " (٢).
(٢) - صحيح مسلم - كتاب صلاة المسافرين وقصرها- حديث باب جامع صلاة اللّيل، ومن نام عنه أَو مرض حديث ١٣٩ – ( ٧٤٦ )