فلقد جاءت هذه الآياتُ الكريمةُ مقررةً للوصيةِ مؤكدةً لها، كما جاءت تمهيدا وتوطئةً للحديث عن القرآن الكريم والوصيةِ به، وفيها بيانُ قيام الحجةِ على المشركين فلم يعدْ لهم عذرٌ ولم تبقَ لهم حجةٌ، كيف وهذا الكتابُ بين أيديهم ؟ وفيها قطعُ الطريق عليهم لئلا يتشبَّثوا بهذه الشبهِ الواهية ويتعللوا بها، فأخبر الله تعالى أولا عن إنزاله التوراة على موسى - عليه السلام - وأبانَ عن مقاصدها وسماتِها، ثم استطرد السياق إلى الحديث عن نزولِ القرآن الكريم بالبركات والرحمات وأنه لا عذر لمن أعرض عنه فهو المعجزة الكبرى والرسالة الخالدة والحجة البالغة. (١).
الإسجال
وهو أن تثبت وتضبط على لسان الخصم ألفاظا في سياق آخر تسجل به عليه ما كان عنده محلُّ شبهةٍ، ومن بديعِ صورِهِ في هذه السورة الكريمة أن القرآن الكريم يسجل عليهم إقرارهم واعترافهم في مشاهد القيامة، مع ما كان منهم في الدنيا من جحودٍ وإنكار، إذ لا مفر من الإقرار في هذا الموقف الرهيب.
وكذلك يسجِّل الله تعالى على المشركين وقد أنكروا الوحيَ الإلهي جملةً وتفصيلا، مع إقرارهم بوحي الله تعالى إلى موسى - عليه السلام - بدليل رجوعهم في بعض الأحيان لأهل الكتاب لمعرفة ما أشكل عليهم أو للتأكد من صحة ما جاء به النبي - ﷺ - ٹ ٹ ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ پ پ پ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ٹ ٹ ٹ ٹ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ چ چچ چ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ الأنعام: ٩١
الفصل السادس
سمات الحوار القرآني في ضوء السورة