ومنهج التدرج من خصائص هذا الدين وسماته ومقاصده العامة والأمثلة على ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية كثيرة ومتنوعة.
وفي السنة عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أَنّ مُعَاذا - رضي الله عنه - قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللّهِ - ﷺ - قَالَ: "إِنّكَ تَأْتِي قَوْما مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ. فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله. وَأَنّي رَسُولُ اللّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ. فَأَعْلِمْهُمْ أَنّ الله افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنّ الله افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَإِيّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ. وَاتّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللّهِ حِجَابٌ". (١)
قال ابن حجر :" بَدَأَ بِالْأَهَمِّ فَالْأَهَمِّ، وَذَلِكَ مِنْ التَّلَطُّفِ فِي الْخِطَابِ لِأَنَّهُ لَوْ طَالَبَهُمْ بِالْجَمِيعِ فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ لَمْ يَأْمَنْ النُّفْرَةَ. " (٢).
القوة

(١) - صحيح البخاري كتاب الزكاة باب: لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة الحديث رقم: ١٣٨٩ وصحيح مسلم - كتاب الجهاد والسير -باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث، ووصية إياهم بآداب الغزو وغيرها. الحديث رقم: ٣- ( ١٧٣١ )
(٢) - فتح الباري لابن حجر ٥ / ١٢٣


الصفحة التالية
Icon