الكواكب والشجر والنبات وغير ذلك، وذكرنا توجيها آخر لسجودها وهو أنه تمثيل لخضوعها في طلوعها وغروبها لمشيئة الله تعالى. اهـ." (١)
وقال المنجد :
" أثبت سبحانه وتعالى السجود لكل الكائنات وبين كيفية سجود بعضها وهو بفيء ظلالها ذات اليمين والشمال، ولا يلزم أن يكون سجودها على سبعة أعضاء إذ هذا خاص بالمسلمين أما سجود بقية الكائنات فهو في كل مخلوق بحسبه، يؤكد أن هذا السجود يراد به حقيقة السجود أنه ظاهر النص أولا فإذا لم يرد مانع صحيح من حمل الآية على هذا الظاهر وجب الأخذ به، يؤكده كذلك أن عطف سجود الشمس والقمر والنجوم والشجر والدواب على سجود الملائكة والبشر يدل على حقيقة هذا السجود للكائنات كلها.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :( والسجود من جنس القنوت فإن السجود الشامل لجميع المخلوقات هو المتضمن لغاية الخضوع والذل وكل مخلوق فقد تواضع لعظمته وذل لعزته واستسلم لقدرته ولا يجب أن يكون سجود كل شيء مثل سجود الإنسان على سبعة أعضاء ووضع جبهة في رأس مدور على التراب فإن هذا سجود مخصوص من الإنسان ومن الأمم من يركع ولا يسجد وذلك سجودها كما قال تعالى

(١) - انظر : الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي - (١ / ١٣٢) ( ١٩٠ ) وسئل نفع الله به : إذا غابت الشمس أين تذهب ؟ وفتاوى الأزهر - (٧ / ٣٨٢) -سجود الشمس تحت العرش وفتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (٩ / ٩٤١) رقم الفتوى ٦١١٠٠ سجود الشمس ونزول الله جل جلاله تاريخ الفتوى : ٠٥ ربيع الأول ١٤٢٦


الصفحة التالية
Icon