يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ ؟ » إن تلك هى مشيئة اللّه فى هؤلاء الجياع الذين ندعى إلى إطعامهم..
إن اللّه أراد لهم أن يجوعوا، ولو أراد أن يطعمهم لأطعمهم.. فإنه قادر، وخزائنه لا تنفد!! فلم يدعوننا نحن إلى إطعامهم، وهو القادر، ونحن العاجزون، وهو الغنى ونحن الفقراء ؟ إن أنتم أيها المؤمنون « إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ » ! لا تعرفون اللّه، ولا تقدرونه قدره!!.
وهذا الرد من المشركين، هو ردّ من خذله اللّه، وأضله على علم.. فهم إذ يدعون إلى الإيمان باللّه، لا يسمعون، ولا يعقلون.. وهم إذا دعوا إلى ما تقتضيه دواعى المروءة الإنسانية، من الإحسان إلى إخوانهم الفقراء، يقيمون من اللّه، ومن علمه وقدرته حجة كيدية، يبطلون بها الدعوة التي يدعون إليها.. ولو أنهم كانوا مؤمنين باللّه، معترفين بمشيئته فى خلقه، لاستجابوا لما يدعوهم اللّه إليه، من الإنفاق فى سبيل اللّه.. وفى الإظهار بدل الإضمار فى قوله تعالى :« قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا » بدلا من قالوا ـ كشف عن الوصف الذي هو ملتصق بهم، وهو الكفر.."
أي وإذا طلب منهم الصدقة، وأمروا بالإنفاق مما رزقهم اللّه على الفقراء والمحاويج، أجابوا المؤمنين استهزاء بهم، وتهكما بقولهم : هؤلاء الذين أمرتمونا بالإنفاق عليهم : لو شاء اللّه لأغناهم، ولأطعمهم من رزقه، فنحن نوافق مشيئة اللّه تعالى فيهم.
وكان هذا الاحتجاج باطلا، لأن اللّه تعالى إذا ملّك عبدا مالا، ثم أوجب عليه فيه حقا، فكأنه انتزع ذلك القدر منه، فلا معنى


الصفحة التالية
Icon