بأجوبة ثلاثة : هي أن الإعادة مثل البدء بل أهون، وقدرة اللّه على إيجاد النار من الشجر الأخضر، وخلق ما هو أعظم من الإنسان، وهو خلق السموات والأرض، وفي النهاية : فورية تكوين الأشياء بقول : كُنْ فَيَكُونُ.
التفسير والبيان :
قوله تعالى :«أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ».
"هو مراجعة لهؤلاء المشركين، وتنبيه لهم من هذه الغفلة المستولية عليهم.. وفى هذا الاستفهام التقريرى الموجه إلى الإنسان على إطلاقه ـ دعوة إلى كل إنسان أن ينظر فى نفسه، وأن يمد بصره، إلى نقطة الابتداء فى حياته، ثم ليسير مع نقطة الابتداء هذه فى الطريق الذي سلكه، حتى صار هذا الإنسان، الذي يجادل، ويخاصم، ويقف من اللّه موقف المحادّ المحارب!.
ألم يكن هذا الإنسان نطفة ؟.. إنه لو نظر الإنسان فيها لأنكر نفسه، وما وقع فى تصوره أنه كان جرثومة من آلاف الجراثيم السابحة فى هذه النطفة..
وأين تلك النطفة أو هذه الجرثومة العالقة بالنطفة ـ أين هي من هذا الإنسان، الذي أبدعته يد القدرة هذا الإبداع العظيم الحكيم ؟
ألا ما أضأل شأن الإنسان، وما أعظمه! ما أضأله نطفة، وما أعظمه رجلا ما أضأله ضالا ضائعا، كضلال هذه النطفة وضياعها..


الصفحة التالية
Icon