١١ - قال القرطبي : وفي هذه الآية تنبيه عظيم، ودلالة على وجوب كظم الغيظ، والحلم عن أهل الجهل، والترؤف على من أدخل نفسه في غمار الأشرار وأهل البغي، والتشمر في تخليصه، والتلطف في افتدائه، والاشتغال بذلك عن الشماتة والدعاء عليه. ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته، والباغين له الغوائل، وهم كفرة عبدة أصنام (١).
١٢- أهمية ضرب الأمثال :
" الصورة التي يصورها المثل واضحة مشرقة، لا ينقصها أن يفتقد اسم القرية فيها، ولا أن تغيب أسماء الرسل ومشخصاتهم. إنها مستغنية عن كل هذا..
وإذا كان لا بد من التطلع إلى ما وراء هذه الصورة، والنظر إلى موقع القرية من هذا العالم، وإلى أشخاص الرسل من بين رسل اللّه ـ إذا كان لا بد من ذلك، فليكن النظر مقصورا على كتاب اللّه، وليكن التطلع محجوزا فى هذه الحدود.. لا يتجاوزها..
وننظر فى القرآن الكريم فنرى :
أولا : أن القرآن الكريم، لم يتحدث عن رسولين حملا رسالة واحدة، إلى جهة واحدة، غير موسى وهرون..
وثانيا : أن هذين الرسولين الكريمين، قد حملا رسالتهما إلى فرعون..
وثالثا : أنه قد قام من قوم فرعون رجل مؤمن، خرج على سلطان فرعون، وعلى ما كان عليه قومه من متابعة فرعون فى كفره وضلاله.

(١) - تفسير القرطبي : ١٥/ ٢٠


الصفحة التالية
Icon