﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾[الأنفال : ٢]
وكل عبد مسلم، متعبد بتلاوته، وتدبر آياته، وتفهم معانيه، والعمل بمحكمه، والإيمان بمتشابهه، قال الله -عز شأنه-: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ﴾ [ص : ٢٩] وقال -سبحانه- :﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ﴾ [المزمل : ٤]،
وقال -سبحانه- :﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ﴾[النساء : ٨٢] وقال -عز من قائل- :﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد : ٢٤]
وقد يسر الله على الألسن قراءته، وعلى العقول فهمه وتدبر معانيه، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر : ١٧، ٢٢، ٣٢، ٤٠ ]
فقد بين سبحانه آياته بآياته، وهذا أشرف أنواع التفسير بالإجماع؛ إذ لا أحد أعلم بكتاب الله جل وعلا من الله عز شأنه.
وبينه رسوله محمد - ﷺ - لأمته، قال سبحانه: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل : ٤٤]
وهذا التبيين شامل لبيان معاني القرآن وألفاظه، وهو من سنته، وسنته وحي من ربه، فالسنة مفسرة للقرآن وموضحة له، قال الله تعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم : ٣، ٤].
وقال - ﷺ - "ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه" رواه أحمد وأبو داود.
واجتهد الراسخون في العلم من علماء الأمة وفقهاء الملة، في بيان معاني القرآن وتفسيره، وكشف الغطاء عن وجوه بلاغته وعلومه، مؤتمين برسول الله - ﷺ - وفي مقدمتهم أهل الاختصاص بتفسير كتاب الله -تعالى- من الصحابة -رضي الله عنهم-؛ وذلك لكمال درايتهم بمشاهدة التنزيل، ولما ميزهم الله به من الفهم والفقه في دينه، والعلم الصحيح، وسلامة السليقة ونقاء العربية.