وقد تقدم للشيخ رحمه الله نظيره عند قوله تعالى؟: ﴿وَرَدَّ ؟للَّهُ ؟لَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً﴾، قال رحمه الله تعالى عندها: ذكر جل وعلا أنه ﴿؟للَّهُ ؟لَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ﴾ الآية. ولم يبين السبب الذي ردهم به. ولكنه جل وعلا بين ذلك بقوله: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا﴾ ا هـ.
وهنا أيضاً في هذه الآية أسند إخراجهم إليه تعالى مع حصار المسلمين إياهم، وقد بين تعالى السبب الحقيقي لإخراجهم في قوله تعالى؟: ﴿فَأَتَـ؟هُمُ ؟للَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ ؟لرُّعْبَ﴾، وهذا من أهم أسباب إخراجهم، لأنهم في موقف القوة وراء الحصون، لم يتوقع المؤمنون خروجهم، وظنوا هم أنهم ما نعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقد كان هذا الإخراج من الله إياهم بوعد سابق من الله لرسوله في قوله تعالى؟: ﴿فَإِنْ ءَامَنُواْ بِمِثْلِ مَآ ءَامَنتُمْ بِهِ فَقَدِ ؟هْتَدَواْ وَّإِنْ تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِى شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ ؟للَّهُ وَهُوَ ؟لسَّمِيعُ ؟لْعَلِيمُ﴾.
وبهذا الإخراج تحقق كفاية الله لرسوله ﷺ منهم، فقد كفاه إياهم بإخراجهم من ديارهم، فكان إخراجهم حقاً من الله تعالى: وبوعد مسبق من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد أكد هذا بقوله تعالى؟ مخاطباً للمسلمين في خصوصهم: ﴿فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ وَلَـ؟كِنَّ ؟للَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى؟ مَن يَشَآءُ وَ؟للَّهُ عَلَى؟ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ﴾ وتسليط الرسول ﷺ هو بما بين ﷺ في قوله: "نصرت بالرعب مسيرة شهر" وهو ما يتمشى مع قوله تعالى؟: ﴿وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ ؟لرُّعْبَ﴾.


الصفحة التالية
Icon