وهنا في هذه الآية، فإن غلبة استعمال القرآن بل عموم استعماله في الحشر إنما هو للجمع، ثم بين المراد بالحشر لأي شيء منها قوله تعالى؟: ﴿وَحُشِرَ لِسْلَيْمَـ؟نَ جُنُودُهُ مِنَ ؟لْجِنِّ وَ؟لإِنْس وَ؟لطَّيْرِ﴾، وقوله: ﴿وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَىْءٍ قُبُلاً﴾، وقوله عن نبي الله داود: ﴿وَ؟لطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ﴾، وقوله تعالى؟ عن فرعون: ﴿قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ ؟لزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ ؟لنَّاسُ ضُحًى﴾، وقوله تعالى؟: ﴿قَالُو؟اْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِى ؟لْمَدَآئِنِ حَـ؟شِرِينَ﴾. وقوله: ﴿فَحَشَرَ فَنَادَى؟﴾ فكلها بمعنى الجمع.
وإذا استعمل بمعنى يوم القيامة فإنه يأتي مقروناً بما يدل عليه، وهو جميع استعمالات القرآن لهذا، مثل قوله تعالى؟: ﴿وَتَرَى ؟لاٌّرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَـ؟هُمْ﴾ وذلك في يوم القيامة لبروز الأرض. وقوله تعالى؟: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ ؟لْمُتَّقِينَ إِلَى ؟لرَّحْمَـ؟نِ وَفْداً﴾، وذلك في يوم القيامة لتقييده باليوم. وقوله تعالى؟: ﴿يَوْمَ يُنفَخُ فِى ؟لصُّورِ وَنَحْشُرُ ؟لْمُجْرِمِينَ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً﴾. وقوله تعالى؟: ﴿وَإِذَا ؟لْوُحُوشُ حُشِرَتْ﴾ وقوله تعالى؟: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَآءُ ؟للَّهِ إِلَى ؟لنَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾. إلى غير ذلك مما هو مقيد بما يعين المراد بالحشر، وهو يوم القيامة.
فإذا أطلق كان لمجرد الجمع كما في الأمثلة المتقدمة، وعليه فيكون المراد بقوله تعالى؟: ﴿لاًّوَّلِ ؟لْحَشْرِ﴾، أن الراجع فيه لأول الجمع، وتكون الأولية زمانية وفعلاً، فقد كان أول جمع لليهود، وقد أعقبه جمع آخر لإخوانهم بني قريظة بعد عام واحد، وأعقبه جمع آخر في خيبر، وقد قدمنا ربط إخراج بني النضير من ديارهم بإنزال بني قريظة من صياصيهم، وهكذا ربط جمع هؤلاء بأولئك إلا أن هؤلاء أجلوا وأخرجوا، وأولئك قتلوا واسترقوا.
تنبيه


الصفحة التالية
Icon