فعلى القول الأول بأنه الأمر الذي هو ضد النهي، فإن الأمر المذكور، هو المصرح به في قوله: ﴿قَـ؟تِلُواْ ؟لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِ؟للَّهِ وَلاَ بِ؟لْيَوْمِ ؟لاٌّخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ؟للَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ ؟لْحَقِّ مِنَ ؟لَّذِينَ أُوتُواْ ؟لْكِتَـ؟بَ حَتَّى؟ يُعْطُواْ ؟لْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَـ؟غِرُونَ﴾.
وعلى القول بأن واحد الأمور، فهو ما صرح الله به في الآيات الدالة على ما أوقع باليهود من القتل والتشريد كقوله: ﴿فَأَتَـ؟هُمُ ؟للَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ ؟لرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِى ؟لْمُؤْمِنِينَ فَ؟عْتَبِرُواْ ي؟أُوْلِى ؟لاٌّبْصَـ؟رِ وَلَوْلاَ أَن كَتَبَ ؟للَّهُ عَلَيْهِمُ ؟لْجَلاَءَ لَعَذَّبَهُمْ﴾، إلى غير ذلك من الآيات، والآية غير منسوخة على التحقيق. ا هـ (من الجزء الأول من الأضواء).
فقد نص رحمه الله على أن آية: ﴿فَ؟عْفُواْ وَ؟صْفَحُواْ حَتَّى؟ يَأْتِىَ ؟للَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ مرتبطة بآية: ﴿فَأَتَـ؟هُمُ ؟للَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ﴾ هذه كما قدمنا: أن هذا هو الأمر الموعود به، وقد أتاهم به من حيث لم يحتسبوا، ويشهد لهذا كله القراءة الثانية فآتاهم بالمد: بمعنى أعطاهم وأنزل بهم، ويكون الفعل متعدياً والمفعول محذوف دل عليه قوله: ﴿مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ﴾ أي أنزل بهم عقوبة وذلة ومهانة جاءتهم من حيث لم يحتسبوا والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى؟: ﴿وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ ؟لرُّعْبَ﴾. منطوقه أن الرعب سبب من أسباب هزيمة اليهود، ومفهوم المخالفة يدل على أن العكس بالعكس، أي أن الطمأنينة وهي ضد الرعب، سبب من أسباب النصر، وهو ضد الهزيمة.