وهذا الموقف آية من آيات الله، اثنان أعزلان يتحديان قريشاً بكاملها، بعددها وعددها، فيخرجان تحت ظلال السيوف، ويدخلان الغار في سدفة الليل، ويأتي الطلب على فم الغار بقلوب حانقة، وسيوف مصلتة، وآذان مرهفة حتى يقول الصديق رضي الله عنه: والله يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت نعليه لأبصرنا، فيقول ﷺ وهو في غاية الطمأنينة، ومنتهى السكينة "ما بالك باثنين الله ثالثهما"؟
ومنها، وفي أخطر المواقف في الإسلام، في غزوة بدر، حيثما التقى الحق بالباطل وجهاً لوجه، جاءت قوى الشر في خيلائها وبطرها وأشرها، وأمامها جند الله في تواضعهم وإيمانهم وضراعتهم إلى الله ﴿فَ؟سْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ؟لْمَلَـ؟ئِكَةِ مُرْدِفِينَوَمَا جَعَلَهُ ؟للَّهُ إِلاَّ بُشْرَى؟ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا ؟لنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ؟للَّهِ إِنَّ ؟للَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌإِذْ يُغَشِّيكُمُ ؟لنُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ؟لسَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ؟لشَّيْطَـ؟نِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى؟ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ ؟لاٌّقْدَامَ﴾.
فما جعل الله الإمداد بالملائكة إلا لتطمئن به قلوبهم، وما غشاهم النعاس إلا أمنةً منه، وتم كل ذلك بما ربط على قلوبهم، فقاوموا بقلتهم قوى الشر على كثرتهم، وتم النصر من عند الله بمدد من الله، كما ربط على قلوب أهل الكهف: ﴿وَرَبَطْنَا عَلَى؟ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ؟لسَّمَـ؟وَ؟تِ وَ؟لاٌّرْضِ لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إِلـ؟هاً لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾.


الصفحة التالية
Icon