كما بين تعالى أثر الدعاية الحسنة في قوله تعالى؟: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ؟سْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ؟لْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ؟للَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ﴾ وقد كان بالفعل لخروج جيش أسامة بعد انتقال رسول الله ﷺ إلى الرفيق الأعلى، وعند تربص الأعراب ـ كان له الأثر الكبير في إحباط نوايا المتربصين بالمسلمين، وقالوا: ما أنفذوا هذا البعث إلا وعندهم الجيوش الكافية والقوة اللازمة.
وما أجراه الله في غزوة بدر من هذا القبيل أكبر دليل عملي، إذ يقلل كل فريق في أعين الآخرين. كما قال تعالى: ﴿إِذْ يُرِيكَهُمُ ؟للَّهُ فِى مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَـ؟زَعْتُمْ فِى ؟لاٌّمْرِ وَلَـ؟كِنَّ ؟للَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ؟لصُّدُورِوَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ؟لْتَقَيْتُمْ فِى؟ أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِى؟ أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِىَ ؟للَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى ؟للَّهِ تُرْجَعُ ؟لأُمُورُ﴾. وهذا كله مما ينبغي الاستفادة منه اليوم على العدو في قضية الإسلام والمسلمين. قوله تعالى؟: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ؟للَّهَ وَرَسُولَهُ﴾. المشاقة العصيان، ومنه شق العصا، والمخالفة.
وهذا يدل على أن الله تعالى أوقع ما أوقعه ببني النضير من إخراجهم من ديارهم وتخريب بيوتهم، بسبب أنهم شاقوا الله ورسوله، وأن المشاقة المذكورة هي علة العقوبة الحاصلة بهم، ولا شك أن مشاقة الله ورسوله من أعظم أسباب الهلاك.


الصفحة التالية
Icon