أما ما ذكره رحمه الله تعالى عن بعض في آداب البحث والمناظرة، وهو أنه: قد يتخلف الحكم عن العلة، لا لشيء من الأسباب التي ذكرنا، فالذي يظهر لي ـ والله تعالى أعلم ـ أن تخلف الحكم عن العلة في غير اليهود، وإنما هو لتخلف جزء منها، وأن العلة مركبة، أي هي في اليهود مشاقة وزيادة، تلك الزيادة لم توجد في غير اليهود، فوقع الفرق، وذلك أن مشاقة غير اليهود كانت لجهلهم وشكهم، كما أشار تعالى لذلك عنهم بقوله تعالى؟: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحىِ ؟لْعِظَـ؟مَ وَهِىَ رَمِيمٌقُلْ يُحْيِيهَا ؟لَّذِى؟ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ إلى آخر السورة، فهم في حاجة إلى زيادة بيان، وكذلك في قوله في أول سورة ص؟: ﴿وَعَجِبُو؟اْ أَن جَآءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ ؟لْكَـ؟فِرُونَ هَـ؟ذَا سَـ؟حِرٌ كَذَّابٌأَجَعَلَ ؟لاٌّلِهَةَ إِلَـ؟هاً وَ؟حِداً إِنَّ هَـ؟ذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ وَ؟نطَلَقَ ؟لْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ ؟مْشُواْ وَاْصْبِرُواْ عَلَى؟ ءَالِهَتِكُمْ إِنَّ هَـ؟ذَا لَشَىْءٌ يُرَادُمَا سَمِعْنَا بِهَـ؟ذَا فِى ؟لْمِلَّةِ ؟لاٌّخِرَةِ إِنْ هَـ؟ذَا إِلاَّ ؟خْتِلاَقٌأَءَنزِلَ عَلَيْهِ ؟لذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بْل هُمْ فَى شَكٍّ مِّن ذِكْرِى﴾.