أما نتيجة إبليس فلما عاتبه تعالى في معصيته في قوله تعالى؟: ﴿قَالَ ي؟إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ؟لْعَـ؟لِينَ﴾ كان جوابه استعلاء، وتعاظماً، على النقيض مما كان في جواب آدم إذ قال: ﴿أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾، فكان جوابه كذلك عكس ما كان جواباً على آدم ﴿قَالَ فَ؟خْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌوَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِى؟ إِلَى؟ يَوْمِ ؟لدِّينِ﴾.
ولقد قالوا: إن الذي جر على إبليس هذا كله هو الحسد، حسد آدم على ما أكرمه الله به فاحتقره وتكبر عليه، فوقع في العصيان، وكانت نتيجته الطرد.
وهكذا اليهود: إن داءهم الدفين هو الحسد والعجب بالنفس، فجرهم إلى الكفر، ووقعوا في الخيانة، وكانت النتيجة القتل والطرد.
وقد بين الشيخ ـ رحمه الله ـ أن مشاقة اليهود هذه هي من الإفساد في الأرض الذي نهاهم الله عنه، وعاقبهم عليه مرتين، وتهددهم إن هم عادوا للثالثة عاد للانتقام منهم، وها هم قد عادوا، وشاقوا الله ورسوله، فسلط عليهم رسول الله ﷺ والمسلمين.
قال رحمه الله في سورة الإسراء عند قوله تعالى؟: ﴿وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا﴾، لما بين تعالى أن بني إسرائيل قضي إليهم في الكتاب أنهم يفسدون في الأرض مرتين ـ وبين نتائج هاتين المرتين ـ بين تعالى أيضاً: أنهم إن عادوا للإفساد في المرة الثالثة، فإنه جل وعلا يعود للانتقام منهم بتسليط أعدائهم عليهم، وذلك في قوله: ﴿وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا﴾، ولم يبين هنا هل عادوا للإفساد في المرة الثالثة أم لا؟


الصفحة التالية
Icon