ونقل ابن جرير عن بعض أهل البصرة يقول: اللينة من اللون، وقال: وإنما سميت لينة، لأنها فعلة من فعل وهو اللون، وهو ضرب من النخل: ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت إلى ياء إلخ وهذا الأخير قريب مما عليه أهل المدينة اليوم: حيث يطلقون كلمة "لونة" على ما لا يعرفون له اسماً خاصاً، ولعل كلمة ـ لونة ـ محرفة عن كلمة لينة، ويوجد عند أهل المدينة من أنواع النخيل ما يقرب من سبعين نوعاً.
وقيل: إن اللينة كل شجرة لليونتها بالحياة.
وقد نزلت هذه الآية في تقطيع وتحريق بعض النخيل لبني النضير عند حصارهم وقطع من البستان المعروف بالبويرة، كما روى ابن كثير عن صاحبي الصحيحين، أن رسول الله ﷺ حرق نخل بني النضير وقطع، وهي البويرة، فأنزل الله عز وجل: ﴿مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَى؟ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ ؟للَّهِ﴾ (الحشر: ٥) الآية.
وقال حسان رضي الله عنه: وهَان عَلَى سراة بَنِي لؤي حريق بالبويرة مستطير
والبويرة معروفة اليوم، وهي بستان يقع في الجنوب الغربي من مسجد قباء.
وقيل في سبب نزولها: إن اليهود قالوا: يا محمد إنك تنهي عن الفساد، فما بالك تأمر بقطع الأشجار؟ فأنزل الله الآية.
وقيل: إن المسلمين نهى بعضهم بعضاً عن قطع النخيل، وقالوا إنما هو مغانم المسلمين، فنزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعه، وتحليل من قطع من الإثم، وأن قطع ما قطع وترك ما ترك ﴿فَبِإِذْنِ ؟للَّهِ وَلِيُخْزِىَ ؟لْفَـ؟سِقِينَ﴾.
وعلى هذه الأقوال، قال ابن كثير وغيره: إن قوله تعالى؟: ﴿فَبِإِذْنِ ؟للَّهِ﴾ أي الإذن القدري والمشيئة الإلهية، أي كما في قوله تعالى؟: ﴿وَمَآ أَصَـ؟بَكُمْ يَوْمَ ؟لْتَقَى ؟لْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ ؟للَّهِ﴾، وقوله: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ؟للَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ﴾.