ومن خصائص الإسلام في هذا الباب أنه كما أدب الأغنياء في طريقة الإنفاق، فقد أدب الفقراء في طريقة الأخذ. وذلك في قوله تعالى؟: ﴿لِلْفُقَرَآءِ ؟لَّذِينَ أُحصِرُواْ فِى سَبِيلِ ؟للَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِى ؟لاٌّرْضِ يَحْسَبُهُمُ ؟لْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ؟لتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَـ؟هُمْ لاَ يَسْألُونَ ؟لنَّاسَ إِلْحَافًا﴾. قوله تعالى؟: ﴿ي؟أَيُّهَا ؟لَّذِينَ ءَامَنُواْ ؟تَّقُواْ ؟للَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ؟تَّقُواْ ؟للَّهَ إِنَّ ؟للَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾. في هذه الآية الكريمة حث على تقوى الله في الجملة، واقترنت بالحث على النظر والتأمل فيما قدمت كل نفس لغد، وتكرر الأمر فيها بتقوى الله، مما يدل على شدة الاهتمام والعناية بتقوى الله على ما سيأتي تفصيله إن شاء الله، سواء كان التكرار للتأكيد أم كان للتأسيس، وسيأتي بيانه إن شاء الله. أما الاهتمام بالحث على التقوى، فقد دلت له عدة آيات من كتاب الله تعالى، ولو قيل: إن الغاية من رسالة الإسلام كلها، بل ومن جميع الأديان هو تحصيل التقوى لما كان بعيداً، وذلك للآتي: