وكقوله: ﴿فَ؟لْيَوْمَ نَنسَـ؟هُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَـ؟ذَا وَمَا كَانُواْ بِأايَـ؟تِنَا يَجْحَدُونَ﴾.
وقوله: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَ؟لَّذِينَ نَسُواْ ؟للَّهَ فَأَنسَـ؟هُمْ أَنفُسَهُمْ﴾. انتهى.
أما النسيان الذي هو ضد الذكر، وهو الترك عن غير قصد، فليس داخلاً هنا، لأن هذه الأمة قد أعفيت من المؤاخذة عليه، كما في قوله تعالى؟: ﴿رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا﴾.
وفي الحديث أن الله تعالى قال: "قد فعلت قد فعلت" أي عند ما تلاها صلى الله عليه وسلم.
وجاء في السنة "إن الله قد تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".
وقد بين الشيخ ـ رحمة الله تعالى عليه ـ هذا النوع في دفع إيهام الاضطراب على الجواب عن الإشكال الموجود في نسيان آدم، هل كان عن قصد أو عن غير قصد، وإذا كان عن غير قصد، فكيف يؤاخذ؟. وبين خصائص هذه الأمة في هذا الباب رحمة الله تعالى عليه، فليرجع إليه.
وإذا تبين المراد بالتحذير من مشابهتهم في النسيان، وتبين معنى النسيان، فكيف أنساهم الله أنفسهم؟ وهذه مقتطفات من أقوال المفسرين في هذا المقام لزيادة البيان:
قال ابن كثير رحمه الله: لا تنسوا ذكر الله تعالى فينسيكم العمل الصالح، فإن الجزاء من جنس العمل.
وقال القرطبي: نسوا الله أي تركوا أمره، فأنساهم أنفسهم أن يعملوا لها خيراً.
وقال أبو حيان: الذين نسوا الله هم الكفار تركوا عبادة الله، وامتثال ما أمر واجتناب ما نهى فأنساهم أنفسهم حيث لم يسعوا إليها في الخلاص من العذاب، وهذا من المجازات على الذنب بالذنب. إلخ.
وقال ابن جرير: تركوا أداء حق الله الذي أوجبه عليهم، وهذا من باب الجزاء من جنس العمل.


الصفحة التالية
Icon