فهذه أقسام الكفر والنفاق، وأخص أصحاب النار والاختصاص من الخلود فيها ولعنهم وهي حسبهم، وهم الذين نسوا الله فنسيهم، وهم عين من ذكر في هذه السورة سورة الحشر، ثم جاء مقابلة تماماً في نفس السياق في قوله تعالى؟: ﴿وَ؟لْمُؤْمِنُونَ وَ؟لْمُؤْمِنَـ؟تِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِ؟لْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ؟لْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ ؟لصَّلَو؟ةَ وَيُؤْتُونَ ؟لزَّكَو؟ةَ وَيُطِيعُونَ ؟للَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـ؟ئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ؟للَّهُ إِنَّ ؟للَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌوَعَدَ ؟للَّهُ ؟لْمُؤْمِنِينَ وَ؟لْمُؤْمِنَـ؟تِ جَنَّـ؟تٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ؟لأَنْهَـ؟رُ خَـ؟لِدِينَ فِيهَا وَمَسَـ؟كِنَ طَيِّبَةً فِى جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَ؟نٌ مِّنَ ؟للَّهِ أَكْبَرُ ذ؟لِكَ هُوَ ؟لْفَوْزُ ؟لْعَظِيمُ﴾.
وهذه أيضاً أخص صفات أهل الجنة، من الرحمة والرضوان، والخلود، والإقامة الدائمة في جنات عدن، إذ العدن الإقامة الدائمة، ومنها المعدن لدوام إقامته في مكانه، ورضوان من الله أكبر.
ثم يأتي الختام في المقامين متحداً، وهو الحكم بالفوز لأصحاب الجنة، ففي آية التوبة ﴿ذ؟لِكَ هُوَ ؟لْفَوْزُ ؟لْعَظِيمُ﴾ وفي آية الحشر ﴿أَصْحَـ؟بُ ؟لْجَنَّةِ هُمُ ؟لْفَآئِزُونَ﴾، وبهذا علم من هم أصحاب النار، ومن هم أصحاب الجنة.
وتبين ارتباط هذه المقابلة بين هذين الفريقين، وبين ما قبلهم ممن نسوا فأنساهم أنفسهم، ومن اتقوا الله وقدموا لغدهم، وبهذا يعلم أن عصاة المسلمين غير داخلين هنا في أصحاب النار، لما قدمنا من أن أصحاب النار هم المختصون بها ممن كفروا بالله وكذبوا بآياته، وكما يشهد لهذا قوله تعالى؟ ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى؟ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاًثُمَّ نُنَجِّى ؟لَّذِينَ ؟تَّقَواْ وَّنَذَرُ ؟لظَّـ؟لِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً﴾، والظالمون هنا هم المشركون في ظلمهم أنفسهم.


الصفحة التالية
Icon