وبهذا يرد على المعتزلة أخذهم من هذه الآية عدم دخول أصحاب الكبيرة الجنَّة على أنهم في زعمهم لو دخلوها لاستووا مع أصحاب الجنة.
وهذا باطل كما قدمنا، ومن ناحية أخرى يرد بها عليهم، وهي أن يقال: إذا خلد العصاة في النار على زعمكم مع ما كان منهم من إيمان بالله وعمل صالح فماذا يكون الفرق بينهم وبين الكفار والمشركين، وتقدم قوله تعالى؟: ﴿أَمْ نَجْعَلُ ؟لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ؟لصَّـ؟لِحَـ؟تِ كَ؟لْمُفْسِدِينَ فِى ؟لاٌّرْضِ﴾.
وقد بحث الشيخ رحمة الله تعالى عليه، مسألة بقاء العصاة وخروجهم من النار وخلود الكفار فيها بحثاً واسعاً في دفع إيهام الاضطراب في سورة الأنعام فليرجع إليه.
وقد استدل الشافعي رحمه الله، بهذه الآية أن المسلم لا يقتل بالذمي ولا بكافر لأنهما لا يستويان، وأن الكفار لا يملكون أموال المسلمين بالقهر. ذكره الزمخشري.
وهذا وإن كان حقاً إلا أن أخذه من هذه الآية فيه نظر، لأنها في معرض المقارنة للنهاية يوم القيامة. قوله تعالى؟: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـ؟ذَا ؟لْقُرْءَانَ عَلَى؟ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَـ؟شِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ ؟للَّهِ وَتِلْكَ ؟لاٌّمْثَـ؟لُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾. وقوله تعالى؟: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا﴾ يدل على أنه لم ينزله، وأنه ذكر على سبيل المثال ليتفكر الناس في أمره كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ ؟لْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ ؟لاٌّرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ ؟لْمَوْتَى؟﴾.
قال الشيخ رحمة الله تعالى عليه، عندها:
جواب لو محذوف.
قال بعض العلماء: تقديره لكان هذا القرآن إلخ ا هـ.
وقال ابن كثير: يقول تعالى: معظماً لأمر القرآن ومبيناً علو قدره، وأنه ينبغي أن تخشع له القلوب وتتصدع عند سماعه لما فيه من الوعد الحق والوعيد الأكيد، ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـ؟ذَا ؟لْقُرْءَانَ﴾.


الصفحة التالية
Icon