قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴾ ؛ الشَّفْعُ : هو يومُ النَّحرِ، يُشْفَعُ بما قبلَهُ من الأيامِ من الشَّهْرِ. والوَتْرُ : يومُ عرفةَ أوترَ بما قبلَهُ من أيَّام الشهرِ. وعن الحسنِ وقتادة :((أنَّ هَذا قَسَمٌ بالْخَلْقِ كُلِّهِمْ، فَإنَّهُمْ شَفْعٌ وَوَتْرٌ)). وقال مقاتلُ :((الشَّفْعُ آدَمُ وَحَوَّاءُ، وَالْوَتْرُ هُوَ اللهُ تَعَالَى)). وقال مجاهدُ ومسروق :((هُوَ الْخَلْقُ كُلُّهُ))، قَالَ اللهُ تَعَالَى :﴿ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ﴾[الذاريات : ٤٩] الكفرُ والإيمانُ، والشَّقاوة والسعادةُ ؛ والسعادةُ ؛ والهدَى والضَّلالُ ؛ والليلُ والنهار ؛ والسماءُ والأرض ؛ والبَرُّ والبحرُ ؛ والشَّمسُ والقمرُ ؛ والجنُّ والإنس. والوَتْرُ هو اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الواحدُ الأحد الفردُ.
وَقِيْلَ : الشفعُ : صلاةُ الفجرِ، والوَترُ : صلاةُ المغرب. وَقِيْلَ : الشفعُ : درجاتُ الجنَّات ؛ لأنَّها ثَمانِ، والوَترُ : دركاتُ النار ؛ لأنَّها سبعٌ، كأنه أقسمَ بالجنَّة والنار. وَقِيْلَ : الشفعُ : صفاتُ المخلُوقِين من العزِّ والذُّل ؛ والقدرةِ والعجزِ ؛ والقوَّة والضعفِ ؛ والعلمِ والجهل ؛ والبصر والعمَى، والوَتْرُ : انفرادُ صفات الله تعالى ؛ عِزٌّ بلا ذلٍّ ؛ وقدرةٌ بلا عجزٍ ؛ وقوَّة بلا ضعفٍ ؛ وعلمٌ بلا جهل ؛ وحياة بلا موتٍ.
قرأ الأعمشُ وحمزة والكسائي وخلف (وَالْوِتْرُ) بكسرِ الواو، واختارَهُ أبو غُبيد ؛ لأنه أكثرُ في الكلامِ وأنشأ، ومنه وترُ الصلاةِ، ولم يسمع شيء من الكلام، الوَترُ بالفتح، وقرأ الباقون بالفتحِ وهي لغةُ أهلِ الحجاز.


الصفحة التالية
Icon