ولكن بدون ربط ينتظم الفروع تحت أصولها في بناء علمي واضح.!
٤ ـ الشعور بحاجة الموضوع إلى دراسة عميقة
من كل ما تقدم يأتي الشعور بالحاجة إلى ثلاث دراسات عميقة في هذا الباب:
أولاهن: دراسة تاريخية لنشأة هذا النوع من التفسير وتطوره، تهدف إلى تحقيق أمرين:
١ ـ تتبع هذا الفن من عهد النشأة إلى يومنا هذا، مع بيان وجوه العناية التي حظي بها.
٢ ـ الوقوف على أهم المصنفات التي عنيت به، مع بيان الجوانب التي طرقتها منه.
ثانيتهن: دراسة نظرية، تهدف إلى تحقيق أمرين آخرين:
١ ـ جمع جميع وجوه تفسير القرآن بالقرآن ـ قدر الإمكان ـ، وتصنفيها تصنيفا علميا دقيقا، حسب المباحث التي تنتمي إليها.
٢ ـ دراسة هذه الوجوه دراسة نظرية، ترمي إلى شرحها، وبيان قيمتها في تحقيق معاني النص القرآني، مع ذكر ما يكفي من الأمثلة الموضحة لكل وجه على حدة.
ثالثتهن: دراسة تصنيفية، تهدف إلى تحقيق أمرين آخرين:
١ ـ جمع جميع النصوص التي فيها تفسير القرآن بالقرآن من أهم مظان هذا العلم.
٢ ـ تصنيفها حسب ترتيب المصحف.
فالدراسة الأولى دراسة تاريخية، تمكن المهتمين من معرفة تطور العناية بهذا الفن، عبر مراحله المختلفة، والوقوف على أهم المصنفات التي عنيت به، والجوانب التي طرقتها منه.
والدراسة الثانية دراسة نظرية، تيسر للراغبين في هذا العلم الوقوف على جميع وجوهه ـ قدر الإمكان ـ مصنفة في مؤلَّف واحد جامع، مصحوبة بأمثلة موضِّحة، مع بيان قيمة كل مبحث من هذه المباحث التي تنتظم هذه الوجوه المتنوعة من تفسير القرآن بالقرآن.
والدراسة الثالثة دراسة تطبيقية، تضع أيدي الباحثين على مصنف مستقل بتفسير القرآن بالقرآن، ليس فيه شيء آخر غير هذا الفن. وليس القصد من هذا العمل الاستغناء بهذا النوع من التفسير عن سواه ! وإنما المراد به توفير أدلة هذا النوع من التفسير، وجمع مادته، لتيسير الاطلاع عليها عند الحاجة.