وقد كفأ على الدرع برمة فأت خالد بن الوليد فأمره أن يبعث لدرعي حتى يأخذها وإذا قدمت إلى المدينة على خليفة رسول الله ـ ﷺ ـ فقل إن عليّ من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي عتيق وفلان، فلما أفاق الرجل ذهب لخالد فأمر خالد بالدرع فأتي بها وحدّث أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ برؤياه فأجاز وصيته وقال : لا نعلم أحد أجيزت وصيته بعد موته إلا ثابت. ونستفيد من القصتان سرعة استجابة الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ لأوامر الله جل وعلا فثابت لم يأخذ يلتمس لنفسه الأعذار بل انكفأ في بيته خوفاً من أن يحبط عمله، ونستفيد أيضاً عناية الرسول ـ ﷺ ـ بالصحابة فهو لما فقده أرسل من يبحث عنه فنأخذ من ذلك أن على الإنسان تفقد أصحابه وإخوانه.
وقد ذكرنا في سبب نزول الآية الأولى في قصة أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ رفع الصوت فلما نزلت هذه الآية كان عمر ـ رضي الله عنه ـ لا يسمِّع رسول الله ـ ﷺ ـ حتى يستفهمه يعني يقول له الرسول ـ ﷺ ـ ماذا تقول لشدة خفض صوته ـ رضي الله عنه ـ.
تفسير الآية:-
قال الله تعالى: ؟يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ؟ يعني لا تجعلوا أصواتكم عالية على صوت رسول الله ـ ﷺ ـ بل يجب أن يكون صوته هو العالي عليكم والظاهر بينكم لأن ذلك تأدب مع رسول الله ـ ﷺ ـ.