وقال بعض أهل العلم : معنى امتحنها للتقوى أي : اختصها للتقوى، وابن عباس ـ رضي الله عنه ـ يقول : أي طهرهم من كل قبيح وجعل في قلوبهم الخوف من الله سبحانه وتعالى، والمعاني متقاربة.
قال تعالى: ؟ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ؟
مغفرة: من الله سبحانه وتعالى لذنوبهم.
أجر عظيم : على أعمالهم.
وتأمل في هذه الآية الكريمة كيف جمع الله لهم المغفرة والأجر العظيم لأن الإنسان محتاج لمغفرة ذنوبه وإلى رفعة درجاته.
وهذه المغفرة والأجر لامتثالهم أمر الله وأدبهم مع نبيه ـ ﷺ ـ
من فوائد الآية: ـ
١) الثناء على من غض صوته عند رسول الله ـ ﷺ ـ.
٢) الإشارة إلى اصلاح القلوب لقوله سبحانه: ؟ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ؟ ما قال
امتحن أبدانهم فدل على أن الأمر عائد إلى القلب.
٣) عظيم فضل الله وثوابه حيث غفر لهم وأعدّ لهم أجراً عظيماً.
٤) الحث على التأدب في الكلام.
ثم قال تعالى: ؟ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ؟٤؟
هذه الآية الكريمة فيها الأدب الثالث لأن الأدب الأول هو النهي عن التقدم بين يدي الله ورسوله والأدب الثاني ما يتعلق بالصوت والتأدب بإخفاضه عند رسول الله ـ ﷺ ـ أما الأدب الثالث فهو أدب النداء.
سبب نزول هذه الآية : ـ
هذه الآية الكريمة نزلت في وفد من بني تميم قدموا على رسول الله ـ ﷺ ـ وكان رسول الله ـ ﷺ ـ في إحدى حجراته ( أي في مكان راحته) فجعلوا ينادونه ـ عليه الصلاة والسلام ـ وهو في حجراته يا محمد اخرج إلينا فإن مدحنا زين وذمنا شين، قال القرطبي ـ رحمه الله ـ : ـ وكانوا قريباً من سبعين رجلاً وكان رسول الله ـ ﷺ ـ نائم للقائلة،