وهؤلاء أعراب جفاة فأخذوا ينادون النبي ـ ﷺ ـ باسمه يا محمد... يا محمد... فأنزل سبحانه وتعالى قوله: ؟ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ؟٤؟
تفسير الآية:-
قال تعالى : ؟ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ؟
ينادونك : يا محمد... يا محمد...
من وراء الحجرات : هي بيوت زوجاته عليه الصلاة والسلام.
أكثرهم لايعقلون : هذا تأديب من الله لعباده حيث أنه لم يحكم عليهم جميعاً بعدم العقل بل قال : ؟ أَكْثَرُهُمْ ؟ وفي هذا تهذيب للإنسان أن يكون منصفاً في قوله لأنهم ليسوا جميعاً كانوا ينادون من وراء الحجرات بل طائفة منهم وهم أكثرهم فقال تعالى عنهم : ؟ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ؟ لأنه لو كان عندهم عقل ما فعلوا هذا الذي فعلوه.
فنستفيد أن يكون الإنسان منصفاً، بعض الناس يقول هذا المجتمع فاسد نقول: لا لابد من الإنصاف تقول أكثرهم.. أقلهم.. ونحو ذلك من العبارات التي تدل على دقة كلامك، فالله سبحانه وتعالى يقول: ؟ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ؟ ما هو العقل الذي نفاه الله عنهم هاهنا؟
هو: عقل الرشد لأن العقل ينقسم إلى قسمين: ـ
١) عقل رشد.
٢) عقل تكليف.
فعقل التكليف هو الذي تتعلق به الأحكام ولو كان هو المقصود هنا لما كان عليهم من حرج فالعقل المنفي هنا هو عقل الرشد لا عقل التكليف.
من فوائد الآية: ـ
١) ذم من لا يتأدب لقوله تعالى : ؟ لا يَعْقِلُونَ ؟.
٢) الإشادة بفضل العقل وبيان أثره لأنه سبحانه لما ترك الذين يعقلون ولم يذمهم دل على فضل العقل.
٣) الإنصاف في المقال لأن الله سبحانه قال : ؟ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ؟ ولم يقل كلهم.
٤) مراعاة خصوصيات الإنسان.
٥) أنه لا حرج على من ولاه الله أمرا ًمن أمور المسلمين أن يحتجب في وقت مخصوص لحاجته.


الصفحة التالية
Icon