ثم قال سبحانه: ؟وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ؟٥؟
تفسير الآية:-
لو أن هؤلاء النفر انتظروا حتى يحين موعد خروجه ـ عليه الصلاة والسلام ـ
لكان خيراً... ولكن خيراً لهم في أي شيء ؟
١) خيراً لهم في التأدب مع النبي ـ ﷺ ـ.
٢) خيراً لهم في ادارك حاجتهم، لأن الإنسان إذا رأى طالب الحاجة يأتي بالأسلوب الحسن ويتأدب لاشك أن ذلك أبلغ لمساعدته على حاجته.
وقيل أنهم قدموا لفكاك بعض الأسرى.
قد يقول قائل:
كيف يحتجب الرسول ـ ﷺ ـ وهو المبعوث إليهم ؟
قال القرطبي ـ رحمه الله ـ : وكان النبي ـ ﷺ ـ لا يحتجب عن الناس إلا في أوقات يشتغل فيها بمهمات نفسه فكان إزعاجه في تلك الحالة من سوء الأدب.
قال سبحانه : ؟ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ؟ ختم الله هذه الآية الكريمة ببيان أنه غفور رحيم ويستفاد منها أن الله غفر لهم ورحمهم وقد سبق الكلام في فائدة ختام الآيات وأن فيها مناسبة للآية التي جاءت فيها الأسماء أو الصفات واستنبط العلماء ـ رحمهم الله ـ فائدة ختام الآية بقوله : ؟ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ؟ أن الله قد غفر لهم ورحمهم، ولذلك الكثير منَّا يعرف القصة المشهورة في الرجل الذي كان يقرأ قوله تعالى: ؟ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ؟ ثم قال: ؟ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ؟، وكان بجانبه أعرابي لا يعرف القرآن فقال : أعد الآية، فقرأها : ؟ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ ؟ ثم قال: ؟ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ؟ فقال : أعد، فأعادها الثالثة فقال الأعرابي : كلام من هذا ؟


الصفحة التالية
Icon