يكاد العلماء ـ رحمهم الله ـ أن يتفقوا على أن النبي ـ ﷺ ـ أرسل الوليد بن عتبة إلى بني المصطلق ليأخذ منهم زكاتهم وواعدهم عليه الصلاة والسلام أن يرسل إليهم رجلاً ليأخذ الزكاة منهم، فلما حان الوقت أرسل إليهم الوليد بن عتبة فلما رأوه أقبلوا إليه جميعاً فرحاً برسول رسول الله ـ ﷺ ـ فخاف ـ رضي الله عنه ـ منهم، وسبب الخوف قيل أن بينه وبينهم إحنة فخاف منهم فرجع إلى النبي ـ ﷺ ـ وأخبره أنهم ارتدوا عن الإسلام وفي رواية أنه لما رآهم مسرعين إليه ظن أنهم يريدون قتله، فلما قص الخبر على رسول الله ـ ﷺ ـ أرسل إليهم خالد بن الوليد و أمره ـ عليه الصلاة والسلام ـ ألاّ يتسرع و أن يتثبت من الخبر فأتاهم ليلاً وبعث عيونه ( يعني أرسل أناس يدخلون بينهم ) فلما أتوهم وجدوهم متمسكين بالإسلام وسمعوا الأذان ورأو الصلاة فأتو إلى خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ فأخبروه فعاد إلى النبي ـ ﷺ ـ فأخبره الخبر فنزلت هذه الآية الكريمة : ؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ؟٦؟ وذكر بعض العلماء ـ رحمهم الله ـ رواية مفصلة أكثر من هذا فقالوا: لمّا رجع الوليد خافوا وقالوا ما رجع إلاّ لأمر ونخشى أن يكون قد أنزل فينا قرآنا
فخرجوا إلى رسول الله ـ ﷺ ـ وقالوا له : سمعنا برسولك فخرجنا إليه لنكرمه ونؤدِّي إليه الزكاة فعاد راجعاً وسمعنا أنه يزعم أننا خرجنا لقتاله ووالله ما خرجنا لقتاله.
تفسير الآية:-
نادى الله تعالى أهل الإيمان بوصف إيمانهم فقال عز وجلَ: ؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا؟ وقد سبق معنا أهمية النداء وقول ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ في الآية الأولى.