ثم قال سبحانه وتعالى : ؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ؟١١؟
تفسير الآية:-
هذه الآية الكريمة مفتتحة أيضاً بالنداء وقد أسلفت أن هذه السورة جامعة لأمور عظيمة للإنسان في أمور عقيدته وعبادته وتعامله مع عباد الله لذلك صُدِّرت آيات منها بالنداء بوصف الإيمان وقد تقدم معنا النداء وفائدته وأهميته في الآية الأولى.
يخاطبنا الله تعالى بوصف الإيمان : ؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ ؟.
السخرية : هي الاستهزاء، فيكون معنى الآية الكريمة لا يستهزئ قوم من قوم.
قال سبحانه : ؟ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ؟ يعني لا يسخر رجال برجال فعسى أن يكون هذا المسخور منه خيرٌ من هذا الساخر وفي قوله تعالى : ؟ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ؟ تنبيه للإنسان أن لا يغتر بنفسه وما يظهر له من الناس، قد يظهر لك من أحد الناس أنه ضعيف العلم فيأتي هذا الرجل ويسخر منه فيقال له : عسى أن يكون خيراً منك في العلم، قد يسخر منه في جانب العبادة فيقال له : عسى أن يكون خيراً منك، قد يسخر منه في جانب الفصاحة فيقال له : عسى أن يكون خيراً منك، قد يسخر منه في موقف من المواقف فيقال له : عسى أن يكون خيراً منك في هذا الموقف.


الصفحة التالية
Icon