قال سبحانه ؟ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ ؟ الأصل في الشريعة التساوي بين الرجال والنساء في الأحكام إلا ما دل الدليل على اختصاصه بأحدهما فإذا ذكر القوم فيدخل فيه الرجال والنساء لأن القوم مجموعة الرجال والنساء وإذا ذكر القوم والنساء في سياق واحد فالقوم هم الرجال والنساء هن الإناث، فيظن بعض الناس أن الله خص النساء لأن عندهن مزيد من السخرية ورد هذا بعض أهل العلم وقالوا: ليس الأمر هكذا ولكن الله تعالى لما قال القوم انصرف ذلك إلى الرجال
ولم يدخل فيه النساء فنص على النساء. فلا يكون حينئذ هناك مزيد تخصيص للنساء على الرجال بل هم في ذلك على حد سواء وإنما ذكرت النساء لأن القوم المراد بهم الرجال بدليل قوله تعالى: ؟ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ؟ ثم قال الله مخاطباً النساء ؟ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ؟ أيضا لا تسخر المرأة من المرأة فربما كانت تسخر منها للباسها وأنها فقيرة مثلا فيقال للساخرة : عسى أن تكون خيرا منك وربما تسخر منها لعدم جمالها فيقال لها: عسى أن تكون خير منك في أمور أخرى وهذه الأمور قد لا تعلمها الساخرة.
الثاني مما جاء في هذه الآية الكريمة يقول سبحانه ؟ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ؟.
اللمز : هو العيب. يقال لمزه : أي عابه.
هنا سؤال يقول سبحانه ؟ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ؟ فهل الإنسان يلمز نفسه يعني يعيب نفسه ؟
١) قال علماء التفسير في الآية تنبيه للإنسان على أن المؤمن كنفسك أنت يعني لا تلمز المؤمن لأنه كلمزك لنفسك إذ أن المؤمن الواجب له الاحترام والتقدير فإذا لمزته وعبته كأنك عبت نفسك ومثلوا له بقوله سبحانه وتعالى : ؟ فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ؟ أي فليسلم بعضكم على بعض، فيكون المعنى لا يعب بعضكم بعضا وإنما عبر بأنفسكم حتى يعلم الإنسان انه إذا عاب أخاه المؤمن فكأنما عاب نفسه.


الصفحة التالية
Icon