٢) وقال بعض العلماء : أنك إذا عبت هذا الشخص رد عليك وعابك فحينئذ قد لمزت نفسك لأنك أنت السبب في عيبه لك ومثل له العلماء بقوله ـ ﷺ ـ :﴿ لعن الله من لعن والديه ﴾ فقالوا: كيف يلعن الرجل والديه ؟ قال :﴿ يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه ﴾ يعني لأنه على سبيل التسبب، وعلى المعنى الأول مبالغة في تنفير الناس من هذا الأمر يعني أيها العائب لغيرك فكأنك تعيب نفسك.
ثم قال تبارك وتعالى : ؟ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ؟ كان الناس يلقب بعضهم بعضا وكان ذلك مشهورا في الجاهلية والإسلام لكن من هذه الألفاظ ما يكون مكروها ومنها ما يكون محبوبا والذي في الآية الكريمة الألقاب المذمومة وأما الألفاظ المحبوبة فإنه لا نهي عنها فإن أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ كان يلقب بالصديق وليس هذا من التنابز وعمرـ رضي الله عنه ـ يلقب بالفاروق وعثمان ـ رضي الله عنه ـ يلقب بذي النورين وليس هذا من التنابز ـ رضي الله عنهم جميعاً ـ.
فالألقاب تنقسم إلى قسمين : ـ
١) ألقاب محمودة : هذه لانهي عنها.


الصفحة التالية
Icon