قال سبحانه: ؟ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ ؟ من الأشياء الثلاثة السابقة لأنها أقرب مذكور فالذي لا يتوب من هذه الأشياء يقول سبحانه وتعالى عنه: ؟ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ؟ الظلم: في الأصل يقع على الغير يقال : فلان ظلم فلاناً فأين المظلوم هاهنا ؟ المظلوم هي نفسك أنت أيها الإنسان يقول سبحانه: ؟ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ؟ أي لأنفسهم بارتكابهم المعاصي فلقد ظلمت نفسك لأنك عرضتها لعقابه سبحانه وتعالى وإذا كان الناس يقولون :
وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند
فكيف بظلم الإنسان لنفسه ففي قوله تعالى: ؟ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ؟ فمن لم يتب من هذه الأشياء ويرجع إلى الله فهو ظالم لنفسه وكذلك ظالم لإخوانه بالعدوان عليهم بالسخرية واللمز والنبز.
ذكر العلماء أن بعض الناس يوصف بلقب قد يكون مكروهاً عند عامة الناس لكنه لا يكرهه. فهل ينادى به أو لا ؟ إذا نظرنا في حال الرجل فينادى به لأنه يرضى به، وإذا نظرنا إلى الناس لا ينادى به لأنه قد يسمعك آخر لا يعرف أن هذا الرجل يرضى به فيتهاون في هذا الأمر خاصة إذا كان المتكلم ممن يقتدى به هذا وجه من المنع أما الوجه الثاني فسوف يساء بك الظن كيف فلان ينبز فلاناً باللقب الفلاني، يقول سبحانه: ؟ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ؟ التوبة لها شروط هي :
١) أن يخلص لله تعالى في التوبة.
٢) الندم على ما فعل.
٣) أن يقلع عن الذنب في الحال.
٤) أن يعزم على أن لا يعود في المستقبل.
٥) أن تكون التوبة في وقت قبولها.
مسألة: ـ
هل يشترط للإنسان في توبته من هذه الأمور يعني سخر من إنسان أو لمزه أونبزه بلقب يكرهه أو اغتابه فهل يشترط في توبته أن يذهب إليه ويستحل ؟
على ثلاثة أقوال لأهل العلم : ـ
١) من العلماء من قال لابد من الاستحلال فتذهب إليه وتقول قد سخرت منك في مجلس كذا وكذا وأنا نادم على ما حصل مني.


الصفحة التالية
Icon