قال الله عز وجل ؟ اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ؟ سبحان الله أمرنا الله أن نجتنب كثيرا من الظن لماذا ؟ لأن بعضه إثم يقول تعالى ؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ؟ نهى سبحانه عن كثير من الظن لأن بعضه إثم والإنسان يخاف من الإثم ولو كان في البعض.
والظن: أن يكون لدى الإنسان احتمالان يترجح أحدهما على الآخر.
فالظن هو الاحتمال الراجح من الأمرين، يأمرنا سبحانه أن نترك الظن لأن بعضه إثم والظن قد يكون ليس بإثم لأن الله قال : ؟ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ؟ فدلت الآية بأن بعضه ليس بإثم أيضا فمثلاً إذا ظن الإنسان بأخيه خيراً فهذا لا يأمرنا سبحانه باجتنابه بل هو محمود فظن الخير بأهله مأمور به، وهناك ظن إثم لا ينهى عنه وهو الظن بشخص إذا دلت القرينة عليه لأنه هو الذي أوقع نفسه فيه وهناك ظن محرم وهو ظن السوء بدون قرينة ولا دليل.
لو قال قائل : ـ
أيهم أكثر الظن المنهي عنه أو الظن المباح ؟
يقول شيخنا الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : الظن المباح أكثر لأنه يشمل نوعاً كاملاً من أنواع الظن وهو ظن الخير، ويشمل كثيراً من ظن السوء الذي قامت القرينة على وجوده.
فتحصّل من ذلك أن الظن ينقسم إلى: ـ
١) ظن حسن مأمور به.
٢) الظن السيء الذي قامت عليه القرينة وهذا جائز، وعلى الإنسان أن لا يتوسع في الظن ويقول هذه قرينة وهذه قرينة ثم يقع في المنهي عنه والمحظور.
٣) الظن السيء الذي لم تقم عليه قرينة ولا دليل وهو الوارد في الآية الكريمة: ؟ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ؟.
ثم قال سبحانه وتعالى: ؟ وَلا تَجَسَّسُوا ؟ نهى سبحانه وتعالى عن التجسس.
التجسس : هو طلب معايب الغير نهانا سبحانه وتعالى عن التجسس لما يحصل فيه من أضرار.


الصفحة التالية
Icon