يقول شيخنا الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : الظاهر أنه جائز لعموم قوله تعالى: ؟ لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ ؟
ثم قال سبحانه: ؟ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ؟ هذا التشبيه فيه تنفير من الغيبة وذلك أن الله مثلها بأن يأتي الإنسان إلى أخيه الميت فيأكل منه والعياذ بالله يعني هل أحدكم يحب إذا مات أخوه أن يأكل من لحمه ؟ أبداً لا أحد يحب ذلك بل الميت محل الرحمة ولذلك تجد أن الإنسان يسعى في إكرامه بسرعة وذلك بحمله وغسله وتطييبه وتكفينه وحمله والصلاة عليه المقصود أنه يحب إكرام الميت، هذا الذي يغتاب بخلاف هذه الصورة لذلك كان هذا التشبيه أبلغ ما يكو ن من التنفير من الغيبة ويذكر أن النبي ـ ﷺ ـ كان يمشي ذات يوم وكان معه رجلان فسمعهما يغتابان فمر عليه الصلاة والسلام بحمار قد أشغر يعني انتفخ بطنه وتباعدت رجلاه فقال النبي ـ ﷺ ـ : أين فلان وفلان فقالا : ها نحن يا رسول الله قال أنزلا وكلا من جيفة هذا الحمار فقالا: يا نبي الله ومن يأكل من هذا قال عليه الصلاة والسلام : فما نلتما من عرض أخيكما أشد من الأكل منه هذه القصة وقعت لما رجم ماعز الأسلمي ـ رضي الله عنه ـ بسبب اعترافه بالزنا تكلما فقال أحدهما للآخر: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رُجم رَجم الكلب هذا الذي ذكر في ما عز ـ رضي الله عنه ـ ثم قال النبي ـ ﷺ ـ :﴿ والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها ﴾، فهذا تنفير تام من الغيبة، ويذكر أيضا أن إحدى زوجات النبي ـ ﷺ ـ قالت للنبي ـ ﷺ ـ: حسبك من فلانة أنها كذا وكذا وتشير بيديها على أنها قصيرة فقال النبي ـ ﷺ ـ: ﴿ لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ﴾.