لذلك عد العلماء رحمهم الله الغيبة من كبائر الذنوب.
يقول سبحانه ؟ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ؟.
فكرهتموه : أي كرهتم الأكل من هذا و يمكن أن يقال فكرهتم هذا الآكل لأنكم ستكرهون الذي يأكل من لحم أخيه ميتاً فيكون المعنى من وجهين : ـ
١) الأكل هذا مكروه عندكم.………
٢) كذلك الذي يأكل مكروه.
فالغيبة مكروهة والمغتاب مكروه.
مسألة: ـ
هل تتساوى غيبة الناس كأن تغتاب عالماً أو تغتاب رجلاً من عامة المسلمين ؟
ج / لا تتساوى. غيبة العالم ليست كغيبة غيره من الناس. لماذا ؟ هل لأنه تقديس لذات العالم ؟ لا ليس تقديساً لذاته وإنما يقول أهل العلم : لأنه إذا اغتابه نزلت منزلته في أعين الناس فنزل ما يحمل من العلم ولم يستفيدوا من علمه. فكان ذلك راجع إلى الأثر وهو الطعن فيما يحمله من العلم وكذلك غيبة الأمراء ليست كغيبة عامة الناس
ثم ختم الله عز وجل هذه الآية بأمره لنا بالتقوى فقال ؟ وَاتَّقُوا اللَّهَ ؟ أي حذرناكم من هذه الأمور وأمرناكم باجتناب التجسس وعن الغيبة فاتقوا الله وأطيعوه في ذلك فإن وقعتم، من أين أخذنا فإن وقعتم من قوله تعالى ؟ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ؟ لأن التوبة لا تحصل إلا بعد ذنب فإن وقعتم فتذكروا أن الله تواب رحيم يقول أهل العلم : ـ " وهذا الختام من الله سبحانه وتعالى بهذين الاسمين العظيمين التواب الرحيم حث لمن وقع في شيء من هذه الأمور بأن يتوب من ذلك فانظروا إلى عموم رحمة الله سبحانه وتعالى إذا وقعتم في ذنب فلا تيأسوا ولكن ارجعوا إليه سبحانه وتعالى وتوبوا إليه مما وقعتم فيه من المعاصي فإنه تواب رحيم وهذا من فائدة التأمل في خواتم الآيات.
من فوائد الآية: ـ
١) الأمر باجتناب الظن السيء. ………
٢) النهي عن التجسس.
٣) النهي عن الغيبة.……………
٤) التنفير من الغيبة.
٥) تصوير الأمر المنهي عنه بالصورة البشعة تنفيراً منه.


الصفحة التالية
Icon