فقال سبحانه : ؟ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ؟ لأن الإيمان مرحلة بعد الإسلام ثم قال سبحانه معقباً على عدم دخول الإيمان في قلوبهم ؟ وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ؟ أي لم يستقر في قلوبكم لأن الإيمان في الباطن والإسلام في الظاهر.
ثم قال سبحانه : ؟ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ ؟
لايلتكم : ـ لا ينقصكم من أعمالكم شيئا يعني لا تظنوا أننا قلنا لكم هذا القول (أنكم أسلمتم ولم تؤمنوا) أن الإسلام لا ينفعكم بل سيثيبكم الله على إسلامكم فيقول سبحانه ؟ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ؟ يعني لا ينقصكم من أعمالكم شيئاً.
ثم قال سبحانه : ؟ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ؟ مناسبة ختام الآية بهذه الصفات الإشارة إلى قرب مغفرة الله لهم لأنهم لم يعاندوا وهذا ما يرجح أنه من الأعراب وليسوا من المنافقين لأن المنافق يحتاج إلى الشدة والغلظة معه أما هؤلاء فإن قلوبهم قريبة ولذلك ختم الله هذه الآية بقوله ؟ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ؟ أي أنه سيغفر لهم ويرحمهم ويدخل الإيمان في قلوبهم.
من فوائد الآية: ـ
١) أن العبرة ليست بالألفاظ المجردة.
٢) رد القول على صاحبه إذا لم يكن صحيحاً.
٣) التفريق بين الإسلام والإيمان.
٤) أن الإيمان أخص من الإسلام.
٥) بيان علاقة الإيمان بالقلب.
٦) فضل طاعة الله تعالى وطاعة رسول الله ـ ﷺ ـ.
٧) بيان تمام فضل الله وعدله عز وجل.
٨) إثبات اسمين من أسماء الله وهما الغفور و الرحيم وما دلا عليه من صفة الرحمة والمغفرة.
ثم قال سبحانه : ؟ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ؟١٥؟
تفسير الآية:-


الصفحة التالية
Icon