؟ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ ؟ : أي الإيمان الحقيقي والإيمان التام هم : ؟ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ ؟ الإيمان بالله يتضمن الإيمان بوجوده جل وعلا والإيمان بربوبيته والإيمان بألوهيته والإيمان بأسمائه وصفاته وإذا استكملها الإنسان استكمل الإيمان ثم قال سبحانه : ؟ وَرَسُولِهِ ؟ وهو النبي محمد ـ ﷺ ـ يؤمنون به لأنه رسول من رب العالمين وذلك بالعمل بما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر وتصديقه فيما أخبر وقد أشار إليها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ثم قال سبحانه : ؟ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ؟ الريب : هو الشك فيكون المعنى ثم لم يشكوا أو يلحقهم شك فيما آمنوا به من ربهم ورسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ بل دخل الإيمان في قلوبهم دون ريب ولا شك وثبتوا عليه واستقاموا عليه، هذه الآن أشياء قلبية فالإيمان قلبي، وعدم الريب هذه كلها قلبيه، ثم انتقل إلى شيئاً من أعمال الجوارح فقال: ؟ وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ يقول أهل العلم إن أكثر ما يرد في القرآن من ذكر الجهاد يقدم فيه الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس وفائدة تقديم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس هل هو لأن المال أحب إلى الإنسان من نفسه؟ قال بعض أهل العلم بذلك قالوا : لأن المال محبوب للنفس فترى الإنسان لا يهمه أن يتعب بدنه ولكن لا يحب أن ينفق شيئاً من المال فجاء التنبيه من الله تعالى على هذه المسالة بتقديم الجهاد بالمال على النفس.


الصفحة التالية
Icon