ثم قال سبحانه : ؟ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ؟١٧؟
سبب نزول هذه الآية : ـ
قال القرطبي ـ رحمه الله ـ: نزلت في أعراب من بني أسد بن خزيمة قدموا على رسول الله ـ ﷺ ـ المدينة في سنة جدبة وأظهروا الشهادتين ولم يكونوا مؤمنين في السر وأفسدوا طرق المدينة بالعذرات وأغلو أسعارها وكانوا يقولون لرسول الله ـ ﷺ ـ أتيناك بالأثقال والعيال ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان وجعلوا يمنون عليه فنزلت هذه الآية الكريمة.
تفسير الآية:-
قال سبحانه ؟ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ؟ كما جاء في سبب النزول يمنون على رسول الله ـ ﷺ ـ بإسلامهم ثم قال عز وجل : ؟ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ ؟ أي يأيها الناس لا تمنوا عليّ بإسلامكم بل المنة في هدايتكم هي لله سبحانه وتعالى فأنتم لم تهتدوا بقوتكم ولم تهتدوا بحسبكم ولا نسبكم وإنما المنة في هدايتكم لهذا الطريق هي لله سبحانه وتعالى.
ثم قال سبحانه: ؟ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ؟ أي أن كنتم صادقين فيما قلتم أن المنة لله تعالى عليكم أي إذا كنتم تشعرون بأن هناك منة وهناك فضل في الإسلام وكنتم صادقين بهذا القول فإن الحقيقة أن المنة لله تعالى بأن هداكم للإيمان وهذا الإسلام.