قال الله عز وجل ؟ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ؟ تأملوا في هذه الآية قليلاً، السابق من الآيات مثل قوله تعالى ؟ قَالَتِ الأَعْرَابُ آَمَنَّا ؟ جاءت ولكن قولوا أسلمنا في الآية جاءت ؟ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ ؟ هؤلاء الأعراب لم يدعوا الإيمان بل هم يدعون الإسلام والآية جاءت ؟ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ ؟ فماذا يكون المعنى ؟
يكون المعنى والله أعلم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان أن كنتم صادقين في دعواكم الأولى بقولكم آمنا في قوله تعالى : ؟ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ؟ ويمكن أن يكون المعنى أنهم إذا انتقلوا من الإسلام إلى الإيمان فإن المنة لله تعالى أن صدَقوا في إيمانهم فإذا وصل الإيمان إلى قلوبكم صدقاً وحقاً فالذي منّ عليكم هو الله سبحانه وتعالى وإن كنتم تدعونه فإن المنة هي لله سبحانه وتعالى فلا تفخروا ولا تمنّوا على النبي ـ صلى لله عليه وسلم ـ بذلك.
من فوائد الآية: ـ
١) أن ضعيف الفقه يمن على الله عز وجل بما هو من فضله.
٢) رد قول المخالف وإحقاق الحق.
٣) بيان أنه ليس لأحد من الخلق منة على الله تعالى بل المنة لله عز وجل.
٤) تحذير الإنسان من الإعجاب بنفسه.
٥) حث الإنسان على شكر نعمة الله عليه إذا عرف أنها محض فضل من الله.
ثم قال سبحانه في ختام هذا السورة الكريمة : ؟ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ؟١٨؟
تفسير الآية:-
ما الفرق بين هذا الآية وقوله تعالى ؟ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ؟١٦؟ ؟