من العلماء من رجع بعد ذلك إلى أقوال التابعين، ومنهم من رجع إلى اللغة العربية، فهذه الطائفة يفسرون القرآن بالمراحل الأربعة، إذا وجدوا تفسير القرآن بالقرآن أخذوا به وإذا وجدوا تفسير النبي ـ ﷺ ـ أخذوا به وإذا لم يجدوا في كتاب الله ولا في سنة رسوله ـ عليه الصلاة السلام ـ أخذوا بتفسير الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ثم إذا لم يجدوا أقوال الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أخذوا بأقوال التابعين، أو بما تقتضيه اللغة العربية، قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ : إنََََََّ أصح الطرق في ذلك أن يفسّر القرآن بالقرآن فإن لم تجده فمن السنّة وإذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة لاسيَّما علماؤهم وكبراؤهم فإذا لم تجد التفسير في القرآن، ولا في السنة، ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمّة في ذلك إلى أقوال التابعين.
وهناك نوع آخر وهو التفسير بالرأي:
هناك من فسر القرآن ولكن بالرأي، وهذا الرأي إن كان رأياً مجرداً فإنه مذموم قد حذر منه النبي ـ ﷺ ـ بقوله:﴿ من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار﴾ والله عز وجل يقول: ؟ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا ؟٣٦؟ ويدخل في عمومه تفسير القرآن الكريم والكثير منا يعرف الأثر الوارد عن أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ قال: ( أي أرض تقلني وأي سماء تضلني إن قلت في كتاب الله مالا أعلم ).


الصفحة التالية
Icon