والعلماء ـ رحمهم الله ـ اختلفوا في تعريفها والناظر في اختلافهم يجد أنه اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد يعني تنوع العبارة وإلا فالمعنى الذي قصدوه واحد: ـ
* تعريف التقوى:
١) أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل ما أمر واجتناب ما نهى وإذا فعلت ذلك كنت من المتقين.
٢) ألا يفقدك الله حيث أمرك وألا يجدك حيث نهاك، وهو مقارب لتعريف الطائفة الأولى
٣) أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك ما نهاك خوفاً من عقاب الله، وهذا التعريف مطابق للتعريف الأول والتعريف الثاني وأكثر العلماء على التعريف الأول والثاني.
قال تعالى : ؟ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ؟
أكثر علماء التفسير إذا مرَّ بمثل هذه الخواتم(أي خواتم الآية) من أسماء الله يفسرها بما يناسب الآية يعني لا يأتي بالأعم الأوسع فيكون المعنى: ـ
سميع: لأقوالكم.
عليم: بأفعالكم.
فيقتصر البعض على كذا، على أن العلم أوسع فالله سبحانه عالم بالأقوال والأفعال لكنهم لما رأوا الجمع بين السميع والعليم قالوا: السمع للأقوال والعلم للأفعال، وممن فسر بمثل هذا ابن كثير والقرطبي ـ رحمهما الله ـ.
وينبغي لطالب العلم أن ينتبه لذلك فهم لا يريدون قصر العلم على الأفعال فقط بل على السياق الذي ورد فيه، قال شيخنا ـ رحمه الله ـ ؟ عَلِيمٌ ؟ أي عليم بما تقولون وما تفعلون، لأن العلم أشمل وأعم.
مسألة: ـ
وهي مسألة مهمة لطالب العلم ولكل من يقرأ كتاب الله عز وجل أنه ينبغي له أن يهتم بخواتم الآيات ويستفيد منها كما قال العلماء: فائدة مسلكية أي في سلوكه فالله ختم هذه الآية بقوله: ؟ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ؟ فمقتضى ذلك أن لا يسمع منك إلا
ما يرضيه وألا يرى منك إلا ما يرضيه سبحانه وتعالى، وهذه يسميها العلماء ومنهم شيخنا ـ رحمه الله ـ الفائدة المسلكية فهي الثمرة من الإيمان بالأسماء والصفات.