وقال تعالى (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا ).
خامساً : أخبر تعالى أن أهل الترف والغنى هم من يكذب بالرسل من القرى.
قال تعالى (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُون ).
وقال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ).
سادساً : أخبر تعالى لو أن أهل القرى آمنوا لكان خيراً لهم.
قال تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ).
( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى ) أي لعبرة.
( لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ) أي لب يعي به.
( أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) أي استمع الكلام فوعاه وتعقله بعقله وتفهمه بلبه.
( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ) يخبر تعالى أنه خلق السموات السبع في ارتفاعها وعظمتها، والأرض في كثافتها وسعتها، وما بينهما من المخلوقات البديعة في ستة أيام، وما مسنا من تعب ولا إعياء.
" قال بعض العلماء : هذه الآية رد على اليهود حيث زعموا أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام أولها الأحد وآخرها الجمعة، وأنه تعب فاستراح يوم السبت.
( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ ) أي اصبير يا محمد على ما يقوله اليهود وغيرهم من المكذبين من كفار قريش، واهجرهم هجراً جميلاً.


الصفحة التالية
Icon